عجزٌ رسمي عن تمويل برنامج تلفزيوني لتوزيع جوائز فمن يُنهي الأزمات اللبنانية؟

يبدو أن لبنان يعود تدريجياً الى قواعده سالماً. والقواعد التي نتحدث عنها هنا، هي الجمود القديم نفسه الذي عاد ليطال كل شيء، وكأن لا طرف داخلياً تعلّم أو استخلص أي عبرة من أخطاء الماضي.

انحدار كبير...

فبين توزيع التهاني والتهليل... بعد القيام بخطوات يجب أن تكون من الأساسيات العادية في أي بلد، وعدم القدرة على إحداث أي حركة سياسية جديدة، تحرّك الإطار المحلّي العام الراكد، يرزح البلد من جديد تحت نير هدوء أمني مزيّف، وأزمات معيشية وحياتية يومية، معطوفة على تأكيدات قديمة متجدّدة، تقول إن لا أموال ولا حتى على سبيل قروض، من دون تطبيق شروط والتزامات معيّنة مطلوبة من الدولة اللبنانية، سيفتح الالتزام بها أبواب العودة الخارجية الفعلية الى البلد.

ووسط الازدحام السابق ذكره، بلد هو لبنان، ليس قادراً على تمويل برنامج تلفزيوني واحد لتوزيع جوائز على الناس، بل يحتاج الى أموال عربية وأجنبية لذلك. فما هذا الانحدار الذي وصلنا إليه؟

تغيير تدريجي؟

عبّر مصدر سياسي عن "مخاوف لدى الناس من أن لا يحصل أي تقدُّم رغم انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، وإنجاز التعيينات الأمنية، فيما التغييرات الخارجية ستُصيب لبنان في كل الأحوال، سلبياً أو إيجابياً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الداخل اللبناني مُلزَم بالإصلاح السياسي والاقتصادي والنقدي والمصرفي والاجتماعي والقضائي، بمعزل عن المطالب الخارجية بشأن ذلك. وهذا يحتّم إعادة النظر بالأمور ورسم سياسات معينة، وسط حاجة للبَدْء من مكان ما".

وختم:"الأمل لا يزال كبيراً بخطاب قسم رئيس الجمهورية (جوزف عون)، وبالحكومة الجديدة وببيانها الوزاري. ولكننا نعلم مدى كثرة العقبات والتباينات الموجودة في لبنان، وحجم المصالح التي تربط المجموعات فيه، وحقيقة أننا بلد طائفي، فيما هناك حاجة للاتّجاه نحو بلد غير طائفي، أي دولة مدنية كاملة. ولكن التغيير يجب أن يحصل تدريجياً، إذ لا يمكن تحقيق كل شيء في وقت واحد".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"